غوتيريش: لبنان أمام فرصة تاريخية للاستقرار وإعادة البناء
غوتيريش: لبنان أمام فرصة تاريخية للاستقرار وإعادة البناء
صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأن لبنان يقف على أعتاب مستقبل أكثر أملًا بعد عامٍ مليء بالتحديات، موضحًا أن البلاد أمام فرصة لحقبة جديدة من الاستقرار المؤسسي، مع تأكيده ضرورة استغلال هذه اللحظة لتحقيق رؤية دولة قادرة على حماية مواطنيها وإطلاق إمكاناتهم.
وأشار غوتيريش خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى لبنان، أمس السبت، إلى أن اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين، بمن في ذلك الرئيس جوزيف عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، ركّزت على الجهود المطلوبة لتحقيق هذا الهدف وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
تحديات وفرص
وأكد غوتيريش أن تشكيل الحكومة اللبنانية المرتقبة سيمنح البلاد فرصة تلبية احتياجات شعبها وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، لكنه حذّر من التحديات الكبيرة التي تنتظر هذه الخطوة.
وعن زيارته للجنوب اللبناني، حيث عاين آثار الصراع المدمّرة، أشار إلى أن إعادة الإعمار تحتاج إلى جهود كبيرة لكنها ليست مستحيلة، متعهدًا بتكثيف دعم الأمم المتحدة لهذه الجهود بالتعاون مع السلطات اللبنانية وشركائها.
قرار 1701 وتنفيذ الالتزامات
تطرّق الأمين العام إلى وقف الأعمال العدائية، واصفًا إياه بالهش لكنه صامد، ودعا جميع الأطراف، بمن في ذلك أصحاب النفوذ، إلى الوفاء بالتزاماتهم، وشدد على ضرورة تنفيذ القرار 1701، الذي ينص على جعل المنطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي وجود مسلّح باستثناء القوات الحكومية وقوات "اليونيفيل".
وأوضح أن انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب، ضمن جدول زمني متفق عليه، سيتيح فتح صفحة جديدة للبنان، كما أكد أهمية احترام سيادة الدولة اللبنانية وبسط سيطرتها الكاملة على الأسلحة في جميع أنحاء أراضيها.
وأشاد غوتيريش بكرم لبنان في استضافة اللاجئين السوريين والفلسطينيين، داعيًا المجتمع الدولي لتقديم الدعم للشعب اللبناني في ظل التحديات الراهنة، كما لفت إلى ضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة وتحقيق المساءلة لاستغلال الفرص المتاحة.
استعادة لبنان دوره الإقليمي
اختتم غوتيريش تصريحاته بالتأكيد على استعداد الأمم المتحدة لتعبئة المجتمع الدولي لدعم لبنان، بهدف تحقيق التعافي السريع وإعادة بناء مؤسساته، وأعرب عن ثقته في أن التطورات الأخيرة قد تمثل نقطة تحول استثنائية، تعيد للبنان مكانته كمركز حيوي في منطقة الشرق الأوسط.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه منذ 27 نوفمبر، قد أنهى مواجهة دامت عامًا كاملًا بين حزب الله وإسرائيل، وجاء بوساطة فرنسية وأمريكية.
وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان بحلول 26 يناير، كما يطالب بنزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية، مع إبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية.